أجلس وحدي ، وفنجان قهوتي على آخر رشفة ، أهيم بما حلَّ بي ؟
غربة ... نعم غربة قاتلة ، تأخذنا جميعا إلى عالم مجهول ، لا يلامس فينا
إلا الوحدة والسكون ، فتغيب عنا ضوضاء المكان الذي نحب ، وتغيب عنا
إبتسامات كانت شفاء اللحظة المريرة ، وتغيب عنا دموع أحباب عرفناهم في
الشدة والرخاء ،
أشعر بشوارع المدينة فارغة رغم الزحام ، وأضواء المكان تشعل بي فتنة
الليل ، فأعود أبحث عن وجه أحبه ، وجه يداعب أحاسيسي ، يشاركني
بصيص أمل لم نراه ، ويشاركني حياة كانت على الأبواب ،
لكنا جميعا ما زلنا ننتظر ، البلاد بعيدة ، والمنزل صار خاويا من شدة
وحدتي ، وأكاد أجن لفرط حنيني إليهم ، هنا .. حيث هنا ، تنتهي الأشياء
الجميلة ، فتعود حزينا مثل كل يوم ، ومثل كل ساعة ، نعم . تعود حزينا
مثلما بدأت لكنهم ما زالوا في الإنتظار ، يقفون على أطلال ما تركت ، وأبكي
مثلهم ، وألعن الغربة ، لكني لا بد سأعود ... فانتظروني .
لوحة باهتة
ليت هنا جزءاً من حبيبة
وبقايا عاطفة
أو سطراً من رسالة عشق
يمحو ما حل في الذاكرة
هنا ... حيث هنا لا تلمع الأشياء
تجدني أبـحث عن ذاتي
فالناس في سفر
... والغربة قاتلة
أهيم على وجهي
ماذا حل بالمساء ؟؟
قد تأخر قليلا
_ ربما الساعة الآن واقفة _
لكن لا شيء كالمعتاد
هنا نصف ضحكة
والأحلام خائفة
يقتلني هذا النقص
أناظر أجزاء الأشياء
فلا لون مكتمل
واللوحة جداً باهتة !
أكاد أجزم ...
كل شيء مختلف
ليل بغير نجوم
ما هكذا الليل كان ،
وما كانت الشمس يوما
عن غروبها تائهة
كنت أميز رائحة الحب
وأعرف
طعم الثلج
أسافر كل الأمكنة
وإن ضاق بي المكان ،
أسكن قلب امرأة تعرف وجعي
وتعرف أكثر ... أن للحب رائحة
هنا ... حيث هنا لا تكتمل الأشياء
نصبح لونا في اللوحة الباهتة
تضيع ملامحنا
تتكسر أبجديتنا
ونكون سطرا في قصيدة ناقصة .!