تقول هذه المرأة:
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما تقدم لخطبتي رجل عجوز في الثمانين من العمر . كان أخي الوحيد يعمل لديه , حدثني أخي عنه وعن ثرائه وكيف أنني سأعيش عيشة الملوك إن تزوجته. لقد اعتنى بي أخي وتحمل مسؤوليتي عندما توفى والدي وحرم نفسه من متع كثيره من أجل أن يبقى معي طوال الوقت ويرعاني, كنت أفكر بأن أخلصه من مسؤوليتي ليعيش حياته كما يريد ويتمتع بشبابه بعيدا عن مسؤوليتي , لذلك فقد اتخذت قراري بنفسي فوافقت على الارتباط بذلك العجوز وقلت في نفسي : سنوات قليلة وسأصبح أرملة ثرية وسأبدأ حياتي من جديد.
كانت هذه هي الصفقة الخاسرة الأولى التي قبلت بها في حياتي , فبعد أن تم الزواج اكتشفت بأن هذا العجوز الغني بخيل إلى حد كبير. وأنني حكمت على نفسي بالعيش سجينة إحدى الغرف في بيته الكبير مع أولاده الذين لم أستطع يوما حصر عددهم وقد كانوا حصيلة زيجات وطلاقات متعددة ,لم يبق على ذمته سوى عجوز واحدة هي ابنه عمه التي تزوجها في اول حياته , وقد امتنعت من الهرب من بيته بسبب إصابتها بشلل أقعدها مجبره في منزله, وهي لا تملك سوى لسانا طويلا كلسان الأفعى تلسع به من يقترب من جحرها.
حملت بطفلي الوحيد بعد سنه واحده من الزواج, وكان هذا الحمل هو ما دفعني للاحتمال والصبر وعدم الاعتراض على حياتي التعيسة الكئيبة التي عشتها في ذلك المنزل, والسبب الآخر هو ان اخي قد وجد عملا في مكان بعيد وتزوج هناك واستقر, ولا اريد ان انكد عليه حياته بعد ان تحرر من مسؤوليتي والتفت لنفسه .
كنت ادعو ربي ليلا ونهارا بأن يخلصني من هذا العجوز وان يختاره الى جواره لكي انعم ببعض الإرث الذي سنحصل عليه انا وولدي .
اجمل ايام عمري ضاعت وانا اعيش بحزن والم وحسره منتظره ان يتحقق املي الوحيد بان لا اخرج من هذه الصفقه بخساره كامله , وان ارث المال الذي سيعوضني عن سعادتي وشبابي الذي افنيته مع هذا العجوز.
طال انتظاري ومرت السنيين ولم يتحقق ذلك الامل واصبح العجوز اكثر شراسه وبخلا, بلغ ابني سن المدرسه وهو يحتاج الى مصاريف لكي يبدو امام زملائه بصوره جيده. لذلك قررت ان اعمل لاعيل ولدي , رفض العجوز الفكره فطالبته بالطلاق لاتحرر من سجني , فعلت المستحيل ولكن بلا فائده, وقد ساعدني اخي كثيرا
بعد ان شعر بانه المسؤول عما حدث لي , ولكن العجوز رفض ان يطلقني . واستغل نفوذه لطردي من اي عمل التحق به , احسست بانني وابني اصبحنا عبئا على عائله اخي , ولا فائده من العناد رضيت بالعوده لزوجي بعد ان وعدني باستئجار مسكن لي , بعيدا عن ذلم المنزل الكريه.
استمر الحال هكذا حتى وصلت الثلاثين من عمري, عندها تحقق املي وتوفي العجوز بعد ان استهلك خمس عشره سنه من سنوات عمري التي عشتها تحت القهر والحرمان , عندها فقط اشرقت الشمس في حياتي المظلمه وقضيت العده الكئيبه وانا احلم بتحقيق جميع احلامي واحلام ولدي الغالي .
وفعلا كان ارثي طيبا اخذت انفق منه الكثير لشراء ما تمنيته, اشتريت منزلا جميلا وسياره فارهه واثاثا راقيا , والكثير من الذهب والالماس والملابس ..................
بعد ان اشبعت رغباتي , اصبح هاجسي تعويض نفسي الحرمان العاطفي الذي عشته, وانطلقت باحلامي للبحث عن فارس الاحلام الذي سيعوضني عما افتقدته في حياتي .
تقدم لي الكثيرون ولكنني رفضتهم فقد قررت ان اكون دقيقه في اختياري وحددت شروطا لمن سارتبط به , واهمها ان اختاره عن حب وقناعه.
بعد سنه من وفاه زوجي تعرفت عليه , كان رجلا رائعا بكل المقاييس وله شخصيه رائعه ويمتلك مركزا مرموقا ويتمتع بجاذبيه وقدره على التاثير بكل من يتعرف عليه,انه بصراحه حلمي الذي بحثت عنه طوال عمري.
خفق قلبي بمجرد رؤيته , وصرت اختتلق الاسباب التي تجعلني التقي به, وتمنيت ان يجد في نفسه مااجده في نفسي نحوه, وقد تحقق مااردت واخذ الرجل يتابعني ويهتم بي , واستطاع ان يحصل على رقمي وصار يحدثني عن شوقه واحساسه بانني المرأه التي انتظرهاوكان يبحث عنها طوال حياته, وانه لم يشعر بالحب يوما على الرغم انه في الاربعين من عمره ,ثم عرض علي الزواج, ولكن علمت منه بانه محكوم بظروف قاهره يتمنى ان امتلك القدره على تقدريها وفهمها وهي انه متزوج ولديه بنات وابناء في مختلف الاعمار .
وهو يحترم زوجته التي وقفت الى جانبه وهي تتحمل مسؤليه تربيه ابنائه ,وانه لا يريد ان يجرح مشاعرها بزواجه من غيرها, ولا يريد لابنائه ان يعيشوا الاحساس بعدم الاستقرار , والا تهتز صوره ابيهم في اعينهم .
اشترط للارتباط بي ان يبقى زواجنا سرا لا يعرفه احد سوى اخي وبعض المقربين مني , لم افكر طويلا وقبلت بشروطه لخيبتي وسوء تقديري ولعطشي للحب والعاطفه , ولا انكر بانه قد امتلك قلبي ومشاعري بشكل كبير ,رضيت بعقد هذه الصفقه الخاسره الثانيه في حياتي, وافقت على ان نتزوج بشكل غير علني ووافقته على عدم الانجاب وعدم المطالبه بايه امور يمكنها ان تعلن هذا الزواج.
تزوجنا وعشت الحب الذي حرمت منه وقد غمرني زوجي بالحب والهدايا والمال والاهتمام, وعامل ولدي كابنه وكنت في اسعد حال .........
ولكن السنيين تمر وقد نمت بداخلي الرغبه في انجاب طفل احتضنه واحس بامومتي معه , فاتحته في الموضوع فرفض وقال : ان حملت دون علمي فلن اسجل الولد باسمي ولن اضيف اسمه الى خلاصه القيد , لان ذلك قد يفضح زواجي بك , وانا اشترطت عليك ذلك وانت قبلت .
بدات انظر الى حياتي مع هذا الرجل فوجدت بانني اعيش معه كخليله وليست لي حقوق الزوجه, وانه يرفض ان يخرج معي اويصحبني الى الطبيب او الى اي جهه حكوميه لاستخراج ايه اوراق .
بقيت بنظر القانون امراه ارمله غير متزوجه , وعندما يكون معي فانه وبمجرد ان تتصل به زوجته او احد ابنائه فانه يتركني ويهرول اليهم متناسيا وجودي.
وهو يمنعني من الاتصال به حتى لو تعرضت لمرض او حادث حتى لا يحرج امام اسرته واصدقائه, وانه ياتيني كلما سنحت له الظروف بشكل متخف ولا يبقى عندي سوى وقت قصير ثم ينصرف عني وهو يردد لا تتصلي بي ارجوك.
اخذ زوجته وسافر الى لندن لعلاجها وبقي هناك ثلاثه شهور بدون ان يتصل بي ويسال عني وكانني لا املك اي حقوق عنده , ندمت.....ندمت.....ندمت على هذه الصفقه الخاسره التى عقدتها وهاانا اعاني من حرمان اكبر حرمان نفسي وعاطفي مع رجل لا املك من حياته الا الظل.
كبر ولدي واصبح في الثانويه وهو يحس باحراج كبير عندما يساله اصحابه من ابناء الجيران عن ذلك الرجل الذي يزورنا بشكل متقطع وهو ماهر في اخفاء سيارته خلف المنزل لئلا يراه احد ,ويخفي وجهه تماما عند دخوله المنزل وكانه جاء ليسرق منه .
فيرد عليهم بانه زوج امي وهو متزوج ولا يريد ان تعلم زوجته بامر زواجه الثاني
فيجلس الاولاد يتندروا ويضحكوا على هذا الامر وهم لا يدرون مايسببه ذلك من احراج لهذا المسكين.
لقد اصبح معقدا جدا ولا يحب الاختلاط بالناس , وهو يجلس الى جانبي طوال الوقت يحس بما اعانيه ويتالم لاجلي ويسالني باستمرار لماذا قبلت بهذا الزواج؟؟؟
فلا استطيع ان ارد عليه واكتفي بترديد هذه العباره بداخلي :
(( امك غبيه فقد باعت نفسها مرتين ))