عَمَه معرفة الوجوه
عجائب وغرائب جسم الانسان لا تنتهي ، والوظائف المدهشة لدماغه لا تنفذ، وكل يوم يمر علينا يتم اكتشاف حقيقة جديدة مذهلة تضاف إلى النزر اليسير من المعلومات المتوفرة عن قابليات الدماغ المدهشة على التفكير وعلى استيعاب ما يحيط به من موجودات ومخلوقات وأستثمارها لصالحه ولخدمة حياته على هذه الأرض.
ومن الوظائف المدهشة للدماغ، كما يقول علماء فسلجة الأعصاب، ولأجزاء من الفصّين الصدغيين بصورة خاصة ومناطق مجاورة أخرى، هي وظيفة معرفة الوجوه، وهي وظيفة مهمة جداً لأن معظم مهامنا اليومية تشتمل على التعامل مع الأشخاص الآخرين. فمعرفة وجوه الأشخاص وتمييزها وظيفة اجتماعية مهمة جداً تمكّن الإنسان من التعامل مع بني جنسه والتواصل الاجتماعي معهم بكل كفاءة بفضل تلك الوظيفة.
ولا يتعجب العلماء من معرفة أن تلك الوظيفة تؤديها منطقة واسعة جداً نسبياً في الدماغ وذلك لأهمية تلك الوظيفة الكبيرة!!.
ومن عجائب وغرائب الشذوذات والأمراض العقلية النادرة التي يصاب بها الإنسان لأسباب مختلفة، نوع غريب يُسمّى عَمَه معرفة الوجوه!!!، وهو مرض يمتاز بعدم المقدرة على التعرّف على الوجوه. ويحدث ذلك لدى الأشخاص الذين يصابون بتخريب واسع على مناطق مختلفة من الدماغ وهي المسؤولة عن تلك الوظيفة.
ومن الغريب، كما يذكر الأطباء، أن تخريب وفقدان تلك المناطق يؤدي إلى قليل جداً من أي اضطراب آخر لوظائف الدماغ عدا وظيفة معرفة الوجوه.
ومن الأمور المدهشة الأخرى أن هذه الوظيفة مرتبطة بوظائف أخرى لمناطق مجاورة في الدماغ مسؤولة عن البصر، والعواطف، وتنشيط الدماغ، والتحكم باستجابة الشخص السلوكية للمحيط!!.
وعجائب خلق الإنسان لا تنتهي.. سبحان الخالق