ذات ليلــــة مظلمـــــة .. غامضــة المعالم ..
اتضح لي مــالم أكن اراه في ضوء القمر الذي يسامرنـــي ..
فقد اكتشفت أن عالمي خاليـــاً من نبضٍ يوقظنـــي ..
وأيقنت بأني سأضل أسير ذاتــي الذي يكـــاد يفـــارقني ..
وإن لم يكــن اليوم .. فغداً سيتركنـــي ..
أخذت أجــوب في حدود الإنتظـــار .. وفي الحقيقة أن الإنتظــار
لا حدود لــــــه .. ولكن من شدة عتمــة ذلك الليل .. أخذت أتخيل مالم
يكـــن أمـــامي .. !!
انتظرتهــــا أن تأتي وتعطيني القبلــة التي اعتدت أن أتذوقهــا
من شفـتيهــــا .. !!
فأخذت أرتجف من شدة البــرد .. وفي اللأصل أني أرتجف من شدة خفقـــان قلبي .. !!
فقد كــــان يتخللنـــي شعــور بأنهـــا لن تأتــي .. أو بالأصح
لم تأتـــــي .. !!
فبقيت أنظـــر في ســواد الليل المظلم .. !!
وبعدهــــا .. غفيت ..
.
.
.
.
.
واستيقظتُ من أعيُنٍ كانت تحدّق بي .. !!
وإذا بعينــاها تنظر إلي ّ .. :
لقد طــال انتظــاري وأنــا أتمناكِ قمراً يضيء ليلي ..
تعــالي ..
ألن تقبليني اليوم ؟
اشتقت إليك كثيراً .. ووددتُ أن أبقى معكِ اكثر .. !!
ولكـــــن على ما يبدو أن دائرة الزمــن أخذت بالدوران ..
فأصبح القلب هوىً لا إحساساً وشعــور .. !
وأصبحت المفـــــاتن مآســي .. والمحــــاسن سوء ..
وبالتالي اصبح قلبي ينزف دمعـــــــاً ..
وعينــاي تذرفــــــان دمـــــاً .. !
وبعد ذلك اصبحت العتمــــــة عمــىً يلاحق ناظري .. !!
وأصبحت دموع قلبــي مشربـــاً للذئـــاب .. !!
لم أعد أقوى التحمّــــــــل .. ولا حتى البكــــاء ..
سألجـــأ إلى الجلـــوس خائفــــاً من القــادم ..
أسمع صوتهـــــــا يهمـــــس في اذنــي ..
وبعدهــــــا .. ضحكـــت ( هههه ) ..
لأنـي أيقنتُ بأنـنــا في تلك اللحــظة ..
اتفقنــــــا ألاّ نتفق .. !!
فبعدمـــــا كنت لهـــــا أميراً ..
وهي أميرتــــي ..
عدتُ إلى واقع حــالي .. وهو أنـي أميــــراً على ذاتي فقط ..
وسأضل أميراً بذاتــــي ..
فأنــــا أميــــر الذات .. !!
الآن دعوني أغزل خيوط المـــاضي .. على طريقتي ..
بقلمـــــي المنكـــــســــــر .. !!
منقــــــــول