عندما تجيء مباراة الأهلي والزمالك فلاشك أننا أمام حدث كروي كبير مهما تكن الأسباب والظروف والأحداث. فالمباراة هي دربي الكرة المصرية, وهي سجل الفريقين وتاريخهما ومنافستهما علي الزعامة, وهي البطولات والإنجازات, وفرحة الجماهير وانكسارها,
واليوم ستكون الجماهير علي موعد مع قمة جديدة بين الأهلي والزمالك, وهي القمة رقم(127) التي تجيء بعد أسبوع واحد فقط من القمة الأخيرة الإفريقية التي أقيمت بينهما في دور الثمانية للبطولة التي انتزعها الأهلي وحقق التفوق فيها بهدفين مقابل هدف,
ولاشك أن قمة اليوم تختلف عن القمة السابقة, لكن ستحمل معها كل الآثار والنتائج وردود الأفعال التي ترتبت علي القمة الأولي, أما الاختلاف هذه المرة فيجيء لأن المباراة ستكون علي بطولة جديدة هي بطولة كأس السوبر المصري,
وهي المباراة الأولي لانطلاق الموسم الجديد للدوري الممتاز لكرة القدم, وشاءت الظروف أن تكون بين قطبي القمة بعد فوز الأهلي ببطولة الدوري, وفوز الزمالك ببطولة الكأس.
المباراة يجب أن تنتهي بفوز فريق وحصوله علي البطولة وهزيمة الآخر, لذلك فهي تحمل الكثير من الأهمية للفريقين وجماهيرهما, وستشهد منافسة شرسة لانتزع البطولة في ظل موقف كل منهما.
المباراة سيشهدها استاد القاهرة الدولي, وستبدأ في الثامنة والنصف مساء, وفي حالة انتهائها بالتعادل سيحتكم الفريقان للركلات الترجيحية من نقط الجزاء لتحديد الفائز.
وقبل أن نتطرق لتحليل مباراة اليوم يجب أن نوضح أن هذه المباراة هي ثاني لقاء بين القطبين في السوبر المصري, وأن أول لقاء بينهما في بطولة السوبر كان عام2003 التي انتهت بفوز الأهلي1/3 بركلات الترجيح, وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي,
وكان يدرب الأهلي وقتها المدير الفني البرتغالي أوليفيرا الذي أقيل بعد الدور الأول للدوري في ذلك الموسم, وكان يدرب الزمالك وقتها المدير الفني البرتغالي أيضا فينجادا, الذي نجح في الموسم نفسه(2004/2003) في الفوز علي الأهلي مرتين في الدورين الأول والثاني, وبعدها توقفت انتصارات الزمالك علي الأهلي وبدأ تفوق الأهلي تحت قيادة المدير الفني جوزيه الذي تولي قيادة الفريق في الدور الثاني للموسم نفسه.
الظروف المتناقضة
الظروف الخاصة لكل فريق نجدها متناقضة, فالأهلي, كما هو واضح للجميع, يواصل مرحلة الاستقرار الإداري والفني التي أثمرت انتزاعه الفوز الغالي الذي حققه علي منافسه التقليدي منذ أسبوع, في أولي مباريات دور الثمانية لبطولة إفريقيا للأندية الأبطال, وهو الفوز الذي أعطاه الثقة والدفعة المعنوية الكبيرة قبل انطلاق هذا الموسم,
لذلك يدخل مباراة اليوم بانتعاشة هذا الفوز الذي حققه, وبطموح مواصلة انتصاراته وتفوقه وتحقيق إنجاز وبطولة جديدة بانتزاع كأس السوبر, ومن منافسه التقليدي فريق الزمالك, ولكي يبدأ مشوار الدوري الجديد بقوة, وتأكيد جدارته.
وفي المقابل سنجد أن فريق الزمالك يمر بمرحلة صعبة وحرجة إدارية وفنية يعرفها الجميع, وزادت من حدتها واحتقانها هزيمة الفريق الأخيرة من الأهلي, والأخطاء التي شهدتها هذه المباراة, وما تلاها بعد ذلك من قرار المحكمة الإدارية بإيقاف الانتخابات وبطلان مجلس الإدارة, وشاءت الظروف أن تأتي مباراة الأهلي الثانية وسط هذا الكم الكبير من المشكلات مما يحمل الفريق بلاعبيه وجهازه الفني مسئولية كبيرة,
لذلك أصبح المطلوب منهم الكثير, لأن الزمالك من البداية مطالب بضرورة تعويض هزيمته الأخيرة من الأهلي واسترداد الثقة في نفسه وجماهيره التي أحزنتها كثيرا هذه الهزيمة, والمستوي الذي ظهر به الفريق, بجانب أنه مطالب بتأكيد جدارته قبل انطلاق الموسم الجديد وانتزاع أول بطولة فيه, والأهم من ذلك أنه مطالب بإيقاف تفوق الأهلي عليه, وهذا لن يحدث إلا بتحقيقه الفوز اليوم, لذلك فهو يدرك جيدا صعوبة موقفه,
ويدرك أيضا أن أي نتيجة سوي الفوز ستكون لها عواقبها الوخيمة, وستؤدي إلي تراجع الفريق وفقدان الثقة بينه وبين جماهيره التي تمر هي الأخري بحالة من الإحباط والقلق بسبب ما يحدث لناديها, وأصبحت تضع كل آمالها وطموحها علي فريقها في مباراة اليوم للخروج ولو مؤقتا من المأزق الحالي وتأكيد جدارة الزمالك ونجاح صفقاته الأخيرة, وبرغم ذلك فهي تضع يدها علي قلبها خوفا من حدوث ضربتين في الرأس, لذلك سيدخل الزمالك المباراة وهو محمل بهذا الكم من الهموم أملا في تجاوزها والظهور بصورة جديدة.
استعدادات وشرائط فيديو
وإذا انتقلنا لاستعدادات الفريقين لهذه المباراة فسنجد أنها بدأت سريعا عقب اللقاء الأول, حيث واصل كل فريق تدريباته اليومية, واستعان بشرائط فيديو للقاء السابق للوقوف علي سلبياته وإيجابياته, مع تجهيز لاعبيه المصابين والبدلاء للقمة الثانية وإعداد الخطة المناسبة للمباراة, وتدريب اللاعبين عليها, وبرغم ذلك فهناك تناقض في صفوف الفريقين, فالأهلي حامل لقب كأس السوبر مكتمل الصفوف ونجح خلال الفترة الأخيرة في الوقوف علي جاهزية لاعبيه,
واختتم استعداداته بمباراة ودية أمام فريق الشرطة انتهت بخسارته بهدف وحيد, وبرغم ذلك فقد جرب فيها جميع لاعبيه بمن فيهم محمد أبو تريكة الذي لعب شوطا واحدا واطمأن الجهاز الفني بقيادة البرتغالي جوزيه علي المجموعة الأساسية من اللاعبين الذين سيخوض بهم المباراة, ومن الواضح أنه لن تكون هناك تغييرات في تشكيلة الفريق التي لعبت المباراة الأولي, باستثناء الدفع بأبوتريكة في بعض فترات المباراة.
أما في الزمالك فقد تركزت الاستعدادات علي ضرورة تلافي أخطاء المبارة الأولي وتجهيز اللاعبين الذين سيخوضون المباراة, خاصة في ظل النقص الواضح في صفوفه الذي يتمثل في غياب الثلاثي جمال حمزة ومحمد أبو العلا وأحمد غانم سلطان للإيقاف, وعبدالحليم علي للإصابة, لذلك ستكون هناك تغييرات في صفوفه حيث تتجه النية للدفع باللاعب علاء كمال ليلعب تحت رأسي الحربة مع مشاركة المهاجم شريف أشرف بجوار المحترف الغاني أجوجو,
وهناك احتمال مشاركة اللاعب البرازيلي ريكاردو في المباراة للعب في مركز الظهير الأيسر, مع مشاركة هاني سعيد من أول المباراة, أما بقية المراكز فتكاد تكون معروفة برغم أن البعض يفضل مشاركة اللاعب محمد إبراهيم كظهير أيمن من بداية المباراة بدلا من محمد عبدالله.
وبرغم أن المدير الفني لكل فريق, سواء جوزيه أو هولمان, يفضل إرجاء تشكيل فريقه للمباراة إلي ما قبلها بساعات, فإن التشكيل المتوقع للأهلي سيكون من: أمير عبدالحميد في حراسة المرمي, وثلاثي الدفاع شادي محمد ووائل جمعة وأحمد السيد, وجيلبرتو ومحمد بركات وأحمد حسن وحسام عاشور وحسين ياسر محمدي, وعماد متعب وفلافيو, ومعهم أحمد عادل عبد المنعم ومحمد أبوتريكة وسيد معوض وأنيس بوجلبان ومعتز إينو وهاني العجيزي.
أما الزمالك فتشكيله المتوقع من: محمد عبدالمنصف, محمود فتح الله ووسام العابدي وأحمد مجدي, ومحمد عبدالله وأسامة حسن, وأيمن عبدالعزيز وهاني سعيد وعلاء كمال, وشريف أشرف وأجوجو, ومعهم عبدالواحد السيد وعمرو الصفتي ومحمد إبراهيم وأحمد عبدالرءوف وريكاردو ومحمود سمير.
يتبقي أن المباراة ذات أهمية كبيرة للفريقين, وصعبة لكل منهما, وأن السؤال الذي يفرض نفسه هو من الذي يحسم المباراة لمصلحته وكيفية ذلك؟ فهل يكون الحسم لخطط المدربين وكيفية إدارة المباراة وتنفيذ اللاعبين, أو من خلال قدرات اللاعبين والحلول الفردية أو الحلول البديلة؟!
في النهاية سيدير المباراة طاقم حكام من النمسا بقيادة الحكم الدولي ستوشلك, ومعاونيه فيلنجر اندروس وآلان هديور.