فوز الأهلي علي الزمالك في الجولة الأولي لدور الثمانية لبطولة أفريقيا لم يدخل بعد ملف الذكريات.. وإنما لاتزال أحداث هذا اللقاء الأفريقي ماثلة للاعبي الفريقين وجمهورهما والمدربين جوزيه وهولمان.. قبل أن يجتمع الأهلي والزمالك من جديد وبعد أسبوع واحد علي أرض ملعب ستاد القاهرة في حدث فريد وتاريخي وهو أن يلتقي الفريقان مرتين خلال أسبوع واحد.. بل ودون أن يلعب أي منهما مباراة أخري تفصل بين المواجهتين وكأن المباراة الأولي التي انتهت بفوز الأهلي "2/1" كانت عبارة عن شوط وأن مباراة اليوم هي الشوط الثاني.. وإذا كان الأول في بطولة أفريقيا الممتدة حتي نهاية العام الحالي. فإن "شوط" اليوم بطولة بذاته. سيحمل الفائز به كأسا تسجل في تاريخه وبطولة تضاف إلي بطولاته.
الأهلي والزمالك في "السوبر" المصري. مواجهة ذات طبيعة خاصة. ولها تاريخ وأمثلة سابقة بين الفريقين.. ولذلك فإن حساباتها تختلف كثيراً عن مواجهة الأسبوع الماضي.. وأهم نقاط الخلاف أن أوراق كل من المدربين أكثر منها اليوم عن لقاء الأحد الماضي بقائمته الافريقية.. اليوم سوف يشهد الملعب أوراقاً جديدة منها من سيكون في قائمة الفريقين للمرة الأولي مثل الحارس رمزي صالح وحسين ياسر محمدي وأحمد حسن فرج مع الأهلي. ومثل البرازيلي ريكارد ومحمود سمير وعلاء كمال.. ثم الغياب المفاجيء للنجم أبوتريكة وجيلبرتو بسبب الإصابة. وفي الزمالك يعود المهاجم مصطفي جعفر بعد انتهاء ايقافه. فيما يغيب لنفس السبب نجوم الفريق جمال حمزة ومحمد أبوالعلا والمعاقب من الفيفا شيكابالا وعبدالحليم علي المصاب.
الاختلاف الأهم في لقاء الليلة "الثامنة والنصف" مساء انه ممتد الي مشاء الله وحتي يفوز أحد الفريقين بالمباراة وكأس السوبر.. فإذا لم يحسم اللقاء في الوقت الأصلي فسيلعب الفريقان وقتاً اضافياً وإذا فشلا في الحسم فسيكون "الفصل" بضربات الترجيح.. وبتحكيم نمساوي بقيادة الحكم الدولي "فيرتز".
ولأنها بطولة بذاتها من مباراة واحدة. فإن حسابات جوزيه وهولمان سوف تختلف تكتيكيا عن المباراة الماضية التي لعب فيها الفريقان علي الثلاث نقاط. ولكل منهما الفرصة قائمة للمنافسة الافريقية. كما أن المباراة السابقة كانت ضربة البداية لموسم مجهول وغامض.. أما بعد الـ 90 دقيقة الماضية. فقد اصبح الفريقان مثل الكتاب المفتوح للمدربين كل منهما يقرأ الآخر بشكل واضح ودون ألغاز.. بل أن الجمهور في المدرجات يستطيع بسهولة أن يتصور شكل السيناريو الخاص بكل فريق.. ولكن تبقي التوقعات صعبة.
فلا فوز الأهلي في المباراة الافريقية يمنع خسارته في السوبر. ولاخسارة الزمالك السابقة تمنع فوزه بالسوبر.. الاداء في الملعب ويقظة اللاعبين وذكاء المدربين سوف يكون لها الدور الأهم في تحديد شكل المباراة ونتيجتها النهائية.. وشخصياً أتوقعها مباراة حافلة بالإثارة والقوة والندية وروح البطولة لدي الفريقين.. وان كان مقياس الغيرة يدعم صفوف وفرص الأهلي لوجود لاعبين بمهارة أحمد حسن وبركات وفلافيو وبلال.. بينما سيكون غياب حمزة وأبو العلا ومعهما شيكابالا وعمرو زكي مؤثراً جداً علي فريق الزمالك.. بمعني اخر ان اوراق جوزيه اكثر خبرة وتأثيراً من اوراق هولمان الذي سيضطر الي الاعتماد علي مجموعة كبيرة من اللاعبين الجدد في الفريق بما فيهم "الكابتن" أيمن عبدالعزيز.. ومع ذلك كان هولمان بخبرته العميقة يستطيع تجاوز هذه الفوارق بالاعداد النفسي الجيد للاعبيه والتأكيد علي الجدد بصفة خاصة بانهم اوراقه الرابحة في المباراة لأنهم غير معروفين لجوزيه ولاعبي الأهلي.. وأن امامهم فرصة ذهبية لركوب موجة عالية ستصل بهم الي سماء النجومية إذا نجحوا الليلة.
تجارب المبارة الافريقية تستوجب اليقظة من لاعبي الزمالك واللعب بقوة دون فلسفة لتفادي الاخطاء السابقة واستفادة الفريق المنافس منها كما حدث من الخطأ القاتل الذي وقع فيه الظهير محمد عبدالله وكان سبباً في انقلاب المباراة لصالح الأهلي.. أما لاعبو الأهلي فلايتوقعون تكرار هذه الاخطاء مرة أخري وعليهم ان يكونوا اكثر فاعلية في الهجوم والدفاع إذا ارادوا حسم نتيجة المباراة مبكراً وتفادي الدخول في متاهات الوقت الاضافي او ضربات التعذيب الترجيحية.
بينما يتوقع من الأهلي الهجوم الضاغط المبكر سواء من علي الاجناب او الاختراق من العمق فإن المتوقع من الزمالك هو التأمين الدفاعي من وسط الملعب لاغلاق المساحات امام هجوم الأهلي ولاستخلاص الكرة مع الهجمات المرتدة السريعة بواسطة علاء كمال واجوجو "إذا لعب" والضغط بصفة خاصة علي المدافع وائل جمعة اكبر مدافعي الاهلي سناً لاستغلال فارق السرعة عند المهاجم الغاني.. هذا هو السيناريو المتوقع.. ولكني اتوقع ايضاً مفاجآت قد تأتي من جوزيه وهولمان بل ومن اللاعبين انفسهم عندما يبدأ اللقاء.
تشكيل الأهلي: أمير عبدالحميد - شادي محمد وأحمد السيد ووائل جمعة للدفاع - وعلي الجانبين بركات وسيد معوض وفي الوسط أحمد حسن وحسام عاشور وبوجلبان - وفي الهجوم بلال وفلافيو.
تشكيل الزمالك: محمد عبدالمنصف هاني سعيد ومحمود فتح الله وعمرو الصفتي "أحمد مجدي" وفي الجانبين ريكارود ومحمد عبدالله وفي الوسط ايمن عبدالعزيز ومحمد إبراهيم واحمد عبدالرءوف وفي الهجوم علاء كمال وشريف اشرف واجوجو.